صباح الخير (2)

[size=32] سوفَ أَتجاهلُ هذا اليومَ حين أَكتبُ مذكراتي ! [/size]
[size=32] لأَنَّـني لم أَفهم ما قالت المرآةُ هذا الصباح . . [/size]
[size=32] لذلك الجدار الذي يقفُ خلفي كلما نظرتُ إِليها ![/size]
[size=32] [/size]
[size=32] لا أَذكرُ من الحلمِ إِلا صحوتي ويداي فارغتان . .[/size]
[size=32] من ادِّعاءاتِ العـرَّافةِ التي تنـبَّـأَتْ يومًا [/size]
[size=32] بأَنَّ العصافيرَ ستقتاتُ على عروقي [/size]
[size=32] إِذا لم أَعترفْ بحـقِّـها في غزو البساتين [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] حتى رأسي الذي يُـقاسمني السريرَ كلَّ ليلةٍ . . [/size]
[size=32] سمعتُهُ اليومَ يُـفاوضُ شتلةَ النعناعِ على شرفتي . .[/size]
[size=32] لكي يَظلَّ على قيدِ شيءٍ جميلٍ . . كالحياةِ مثلًا ![/size]
[size=32] [/size]
[size=32] نادلُ المقهى الذي يُـذكِّرني باسمي [/size]
[size=32] لم يكن بانتظاري ، فنسيتُ أَنَّـني أَشربُ القهوةَ مُـرَّةً [/size]
[size=32] لكي أَتذكَّر مُعـلِّمَ البيولوجيا . ! [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] قُلتُ لليوم : أَحدُنا أُفرغَ من مُحتواهُ [/size]
[size=32] واسـتُـخدِمَ وصلةً بين يومين ! [/size]
[size=32] أَشعرُ أَنَّ شيئًا ما قد دسَّني بين أَوراقِ التقويمِ[/size]
[size=32] لكي أُهـيِّـئَ الطريقَ لإِغفاءةٍ كونـيَّـةٍ قصيرة [/size]
[size=32] وربَّما . . أَكونُ قد سقطتُ سهوًا من سيارةِ نقلِ الموتى[/size]
[size=32] فوقعتْ عينايَ على هذا الفراغ [/size]
[size=32] ظـنـنـتُـهُ قبرًا واسعًا . . وأَسكرني الانتصار[/size]
[size=32] [/size]
[size=32] كان من الممكنِ أَن يـتَّـصِلَ أُمسُ بـغـدٍ[/size]
[size=32] دونَ أَن يكونَ بينهما هذا التجويفُ المُمِلُّ[/size]
[size=32] الشوارعُ تَـقـتـني شُرودي . . وأَشياءَ كثيرةً [/size]
[size=32] عُمَّالُ النظافةِ لم يَـعملوا هذا الصباح [/size]
[size=32] فكثيرٌ من الخطواتِ لا تزالُ ملقاةً على الأَرصفةِ [/size]
[size=32] يُحـرِّكها الهواءُ تارةً . . والهوى تارةً أُخرى [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] يبدو أَنَّ هذا اليومَ وثيقةٌ زمنيةٌ عاطلةٌ عن العمل [/size]
[size=32] لم أَجد في المقهى صـبـيَّـةً رائقةَ الجمالِ [/size]
[size=32] تُداعبُ خصلاتِ شعرِها وهي تقرأُ رسائلَ الحبيبِ[/size]
[size=32] أَو تُـقلِّبُ – بعصبيةٍ - جريدةً سخيفةً في انتظاره [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] يومٌ باهتٌ [/size]
[size=32] كأَنَّـهُ تراكمٌ غيرُ شرعيٍّ لمجموعةٍ من دقائقِ الصمتِ [/size]
[size=32] التي يقفُها الوقتُ عادةً أَمامي [/size]
[size=32] حين أَذهبُ وحيدًا إِلى المقهى وأَعودُ منه وحيدًا[/size]
[size=32] لأَجِدَ المرآةَ تحتفظُ بصورتي [/size]
[size=32] والجدار يحتفظُ بمكانِـهِ خلفي [/size]
[size=32] وهما . . يتهامسان ![/size]